1. 2226.
    0
    شطوا في تحريك عضلاتكم بدل هذه الأحاديث.

    وهنا تساءل القرد مستفسراً: وكيف نفعل ذلك يا زرافة!

    ردّت الزرافة: بنوع من الرياضة، أو الحركة، أو ما شابه ذلك.

    استحسن الأسد الفكرة، وأعلن أن النقاش في القضايا والقوانين والحقوق، أشياء تصيبه بالملل، وأحياناً بفقدان الأعصاب، ولذلك، طلب أن يلعب الجميع لعبة «الغميضة»!

    كان الغراب لايزال في موقعه يراقب، وفكر مرة ثانية أن يهبط وينضم إليهم في لعبة «الغميضة»، ولكنه أبعد الفكرة، وفي اللحظة نفسها اقترح الأسد أن يكون هو من يقوم بدور «المسّاك»، فوضع القرد قطعة من القماش السميك على عيني الأسد، واستعد الجميع للاختفاء بعد العد من واحد إلى خمسة. بعدها نزع الأسد قطعة القماش من فوق عينيه. وهكذا بدأت اللعبة، وكان الأسد يلعب معهم وكأنه يلعب مع أسرته. ويضحك ويتودد ويلقي النكات. وعندما تعب الجميع، جلسوا في انتظار العشاء.

    قطع صمتهم الفيل وهو يقول لاهثاً:

    اللمة تمنحنا الألفة.. وتجعلنا عائلة واحدة وتشعرنا بدفء الأمان!

    وقالت القطة وهي ترتعش:

    وجميل أن يخاف كل منا على الآخر، فلا يعتدي أحدنا على حقوق الآخر.

    ابتسم الأسد ابتسامة باهتة، أما الزرافة التي كانت تمشي كراقصة تتمايل. فقالت كأنها تسخر مما سمعته:

    - يتنبأ صديقنا الفيل والقطة بعصر جديد، يتساوى فيه الجميع في الحقوق!

    وفجأة سكتت للحظات وهي تتأمل القرد. «إنه كلام خطير»، هذا ما قالته الزرافة وهي تختفي في طريقها إلى المطبخ. وفي حركة متوجسة، تلفت القرد حوله هامساً: «لا أصدق ما أسمعه وما أراه، وكأنني في حلم!». ولكن الأسد كان قد سمعه، فنظر إليه ثم إلى بقية الحيوانات والطيور، واعتدل في قعدته وقال في ثقة:

    اسمعوني جيداً. لأنني كبيركم وأقواكم، قررت ألا أبدأ بالعدوان على أحد أو افتراس أحد من زملائي في الغابة أو خارجها.

    قاطعه الجميع في تهليلة صاخبة، فأسكتهم. وأكمل:

    قراري هذا له ثمن! عليكم أن توفروا لي طعامي، فأمنحكم ثقتي الكاملة!

    تبادل الجميع النظرات المندهشة، الخائفة. أما الغراب الذي كان لم يزل يرقب الموقف، فكاد أن يفطس من الضحك، ثم نفض جناحيه وهمس لنفسه: «إنه أسد كسول.. يريد أن يأكل دون أن يعمل!»، ثم طار مبتعداً وهو يؤكد لنفسه: «إن قانون الغابة، لا يمكن أن يتغير أبداً»!

    سكتت جدتي عن الحكي وهي تسألني: «هل فهمت مغزى الحكاية»؟ أجبتها:

    نعم، فالأسد أقوى الحيوانات، وهو الأكثر تهديداً
    Tümünü Göster
    ···
   tümünü göster